عبدالنبي فرج
جسدي
مٌنهك وقدمي كيس رمل
أنا
مريض , أتيقن من ذلك
لأحتاج
لعمل رنين مغناطيسي
لأَعْرفَ
مقدار تهتك المخ
لأحتاج
لأشعة بالصبغة
لأَعْرفَ
مقدار تليف الكبد
لا
ضرورة لعمل منظار
لأَعْرفَ
أن حياتي على الحافة
لأَعْرفَ
عذابات الإنسان
ووحشيته
أيضاً
أنا
ممزق
وروحي
خاوية
من
المحبة، الكراهية
من
الشر من الخير
أن
فقط أحمل يأسي
كجثة
على كتفي
كهابيل
تائه وغريب
في
صحاري قاحلة
لا
غراب يهديني ولا
أسطورة
,
مأساة
إنسانية
أخرج
من البيت ألف في الشوارع وأدخل الحقول
وحدي حتى أصل إلى حقول الموز بأشجاره
الطويلة وأوراقها العريضة المشرشرة التي
تهتز وتثير فيّ الرهبة …أريد أن
أكتب شيئا انحت في الصخر …الأرض لينة
تحت قدمي وعش الغراب بورقه الصغير الأبيض الطري متناثر يصنع تاج من الثلج الأملس، وحشائش الظل الرفيعة
السيقان، ونبات الشوك الظلى الصغير الدائري الناعم بأطرافه
الحادة تأكل في القدم…أتساءل
وقد خربت ذاكرتي …من أكل
ذاكرتي ؟ومسح الصور منها ؟ من حول ذاكرتي إلى
مساحة بيضاء هل أنت؟ كيف ؟
وأين؟ غادرتنى روح المقاتل التي كانت فيّ ؟كيف سلبتني بوجهك الأسمر الهادي؟ الطاغي كل شيء جعلني أسير وأتخبط في الشوارع
مجنوناً سائلا عن العنوان ولا أحد يشير لي …لا خطوط ولا
علامات كل الإشارات زالت وانطفأ بريق الفجر ودخلت على ستائر الظلمة ولم يبق سوي الحيرة والعجز ..ولا احد يريد أن يرشدني إلي الطريق ؟وقد هدني
التعب حتى الولي رفض أن يرشدني إلي الطريق ..أخذت أنزع
ورق الموز حتى ظهر ورق الجمار الأبيض وعندما ضربت الجمار الأبيض ..انفلت منه ثعبان أسود ..جريت, وهو ورائي …وأسمع
زحف جسمه الطري على الأرض وأنا أصرخ وأشاهده بظهري وهو يفتح فمه
ويبخ بلسانه المشروط ..السم الأزرق
وأنا أقفز ملسوعاً …ماذا لو لحق
بي ؟أجري في الشوارع والطرقات الخالية والمنحنيات تزيد أكثر فأكثر , حتى ٌسدّت
الشوارع أمامي …توقفت …وأدرت ظهري إلى
الحائط ناظراً إليه, وأنا ألهث والعرق الغزير ينبت من كل جسمي والثعبان
على ذيله منتصب ,
عمود
من الفحم ينظر إليّ بعينين زجاجتين فاحصتين ,
أقف
مكسوراً مهزوماً في مواجهة الثعبان لأعرف ما الذي علىَّ عمله: الهروب,
الاستسلام ,الموت , الفناء ,
أم
المواجهة لا أعرف كيف تكون النهاية , ما مدي الصراع ؟وهل أنا بالفعل قادر على الصمود ؟ هل أمتلك إرادة صلب تقيني الفضيحة
والعجز الأبدي ,
طوال
حياتي أحس بكون الطريق غير وأضح ,
شكوك
تنتابني إزاء كل ما أريد فعله ,
هل
هي جرثومة تموه علي الطرق وتشتت جهدي الذي يضيع هباء ,
أعرف
أن الذي يحميني في هذه المتاهة القاسية والصحراء الممتدة هو قدرتي عليّ الاستمرار , أعلم أنني لن أستسلم ولكن عليّ الآن أن أنقض ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق