ترجمة محمد عيد إبراهيم
صدر مؤخراً منذ أيام
عن دار (ألف ليلة) في القاهرة، الأثر السورياليّ الخالد رواية (متاع إيرين)،
للشاعر الفرنسيّ لويس أراجون، وقد قام بترجمتهاـ الشاعر والمترجم المصريّ محمد عيد
إبراهيم إلى العربية للمرة الأولى، كما صمّم غلافها الشاعر السوريّ منذر مصريّ.
وقد صدرت الرواية في طبعتها الأولى عام 1928، وتدور حول رجل شابّ محبَط
ومعوز، يُشفَى من علاقة غرامية كارثية،
فيمضي لزيارة ماخور في بلدة قروية موحِشة في شرقيّ فرنسا، لكنه، خشية أن يُراقَب، ينسحب إلى غرفته وذكرياته وخيالاته. والرواية عبارة عن شخوص تعيش في قرية بعيدة تعبّر بمونولوج صامت تقريباً عن عالم مليء بالصخب والعنف والألم، عن الدنس والتسامي، عن الحقيقة والخيال والمرأة في كافة حالاتها، وما تستبطنه من آلام وأفراح، خاصة نانسي، بطلة الكتاب الخفية، التي يدور الكثير على لسانها.
فيمضي لزيارة ماخور في بلدة قروية موحِشة في شرقيّ فرنسا، لكنه، خشية أن يُراقَب، ينسحب إلى غرفته وذكرياته وخيالاته. والرواية عبارة عن شخوص تعيش في قرية بعيدة تعبّر بمونولوج صامت تقريباً عن عالم مليء بالصخب والعنف والألم، عن الدنس والتسامي، عن الحقيقة والخيال والمرأة في كافة حالاتها، وما تستبطنه من آلام وأفراح، خاصة نانسي، بطلة الكتاب الخفية، التي يدور الكثير على لسانها.
والمترجم المصريّ محمد عيد إبراهيم شاعر له ثلاثة عشر
ديواناً من قبل، وهو يعدّ من أبرز رواد جيل السبعينيات الشعريّ في مصر، كما له
منجز ثقافي كبير في مجال الترجمة، حيث أصدر قرابة سبعين كتاباً مترجماً في كافة
مجالات المعرفة: شعرية ونقدية وروائية ومسرحية وغيرها.
وتسعى دار (ألف ليلة) إلى إصدار أعمال طليعية في
منشوراتها، تعبّر عن زمانها، حيث يقوم عليها الروائيّ الحداثيّ المبدع عبد النبيّ
فرج، في محاولة لتنوير هذا المجال ضمن الحالة المصرية الحالية، وهو دور نتمنى له
أن يستمر.
ومن أجواء الرواية، نقتطف ما يلي:
(حين تُضيّعُ أوراقُ الأشجارِ على جباهِ الغاباتِ
صُرّتَها الخضراءَ، حين تنسَى سويقةُ النبات أخيراً دورةَ النّسغِ، وتلك اليد التي
بشّرَت الريحَ بالصباحِ من جديدٍ تنضمّ شَحيحاً على الذهبِ المُستلّ من أوراقِ
الشجرِ الجافّةِ السّنيّةِ نهاراً، متجهّزةً للركضِ أرضاً في سِتر الغبارِ،
متّخذةً نظرةً أخيرةً مريرةً من دونِ أسىً على كَونٍ لا خُضرةَ فيه. هيكلٌ عظميّ
من الأوردةِ يلوّحُ بحِكمتكَ وهي لا تزال مُقنّعةً بحُمرةِ شفاهِ الخريف. كيف تنفي
حياةٌ ذاتَها؟ تنسلّ السنواتُ، فتغادرُ المرءَ، بعدَ جولاتٍ وتحوّلاتٍ عديدة،
تماثلهُ على نحوٍ جازم، لأجلِ تشبيهٍ معنويٍّ دقيق، بظرفٍ ناتج عن تذكُّرهِ.
أيصحُّ أن يحبّ المرءُ مرةً واحدةً في حياتهِ؟ لقد صادفتُ أفراداً يظنّون ذلك. كما
آمنتُ به أحياناً. وإني لأعارضُ الآنَ بعنفٍ هذا المفهومَ غيرَ الإنسانيّ. فلا
يزالُ الحبّ مَجيداً لي بدرجةٍ كافية. ويظلّ هكذا طالما أني أُحبّ. فماذا يجعلُ
الأشياءَ تستَسلمُ؟ ماذا يجعلُ المرءَ يُقلعُ نهائياً عن كلّ شيءٍ، ويظلّ بخيرٍ
أيضاً.)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق