الثلاثاء، 17 مارس 2015

حوار مع الشاعر حلمى سالم قبل الرحيل

حوار مع الشاعر حلمى سالم قبل الرحيل

  غيب الموت الشاعر الكبير حلمي سالم عن عمر يناهز 61 عاما بعد معاناة مع مرض السرطان الذي أصيب به العام الماضي. وحلمي سالم (ولد في 1951 بمحافظة المنوفية في مصر - توفي 28 يوليو 2012 ، شاعر وناقد مصري. يعتبر من أبرز شعراء مصر في سبعينيات القرن العشرين.
حصل على ليسانس الصحافة من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وهو صحفي بجريدة الأهالي التي تصدر في القاهرة، ومدير تحرير مجلة أدب ونقد الفكرية الثقافية المصرية ورئيس تحرير مجلة قوس قزح الثقافية المستقلة. حاصل على جائزة التفوق في الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية. اقترن حلمي سالم بجماعة "إضاءة" الشعرية التي كانت برفقة جماعة "أصوات" من أشهر الكتل الشعرية في السبعينيات، ومن شعرائها حلمي سالم وحسن طلب وجمال القصاص ورفعت سلام وأمجد ريان ومحمود نسيم. حبيبتي مزروعة في دماء الأرض 1974 ومن دواوينه   سكندريآ يكون الألم 1981 الأبيض المتوسط 1984 سيرة بيروت 1986 البائية و الحائى 1988 دهاليزى و الصيف ذو الوطء 1990
فقه اللذة 1992 الشغاف و المريمات 1994 سراب التريكو 1996 الواحد الواحدة 1997 - يوجد هنا عميان 2001 تحيات الحجر الكريم 2003 -الغرام المسلح 2005 -عيد ميلاد سيدة النبع 2005 -مدائح جلطة المخ 2006 -حمامة على بنت جبيل 2007 - الثناء على الضعف 2007الثقافة تحت الحصار ( بيروت ) 1984
الوتر و العازفون 1990 -هيا إلى الاب: مقالات حول القطيعة و الايصال في الشعر 1992 -العائش في الحق 1998-حكمة المصريين ( مشترك ) 2000
الحداثة أخت التسامح: الشعر العربي المعاصر وحقوق الإنسان 2001 -عِمْ صباحاً-أيها الصَّقر المجنَّح: دراسة في شعر أمل دنقل ة-ثقافة كاتم الصوت 2003 -صيف لبنان المشتعل 2007- التصويب على الدماغ: كلمات في الحرية و القمع . محاكمة شرفة ليلى مراد
والشاعر حلمى سالم حاول منذ  ديوانه الأول :" دهاليزي والبيض المتوسط " أن يراوح بين قصيدة التفعيلة والنثر مع احتفاء يكاد يكون هوسياً بالموسيقى التى تتجلى فى الإيقاع أو التشكيل أو اختيار الجملة الشعرية الحسية والبدائية التى تصل حد التوحش مع مزج بين عدة  عناصر , فهو مرن فى استلهام الشعر  سواء كان من التراث القديم , والشعر العالمي , هذا المزج الذي يتيح له تضفير حزمه من العناصر التى تكاد تبدو فى ظاهرها متنافرة ولكن من خلال شعرية حلمى يتآلف ما هو يومي معاش بما هو خيال وما هو أنى مع مع التراث الشعري القديم , وماهو حسي  مع ما هو صوفى  هذا الجهد وهذا الصبر فى بناء القصيدة جعله من أبرز شعراء جيل ما سمى بجيل السبعينات ......

*  ما العوامل الحياتية المكونة لوعى الشاعر حلمى سالم ؟
هى العوامل الحياتية العادية جداً لأي مواطن , ليست هناك معجزات , القراءة المبكرة , المدرسة وحب الأدب المبكر و وابن عمى عبد الرحمن المدرس الذي كان يجلب لنا الكتب والروايات من المدرسة التى يعمل بها وأسرتي المستنيرة ( رغم إنها أسرة ريفية ) وأب لم يوجهني ألبته للمذاكرة , ولم يتعامل معى بالعنف ومشاهدة أبى وهو يمارس تجارته ( الموالح) حيث كان يشترى جنائن البرتقال , المانجو , الثمر فيها لم يزل زهراً بعد , ويقوم بعد ذلك بالري والحرث حتى يبيعها فى نهاية الأمر , الأمر كله كان مغامرة كبري , وأنا أظن أن هذه المغامرة الذي أخذتها عن أبى جزء أساسي من تكوينى النفسي والثقافي  والشعري .بعد ذلك الأصدقاء الذين كانوا يكبرونني فى مدرسة عبد المنعم رياض الثانوية ( شبين الكوم ) يمدونني بالكتب والروايات التى يمكن أن أصفها بأنها واقعية اجتماعية مبكراً دخلت تكويني الثقافي والشعري ,  بعد ذلك كتب أساسية ساهمت فى تكويني مثل النبي لجبران , صلاح عبد الصبور , نجيب سرور , عبد الرحمن الشرقاوي , يوسف إدريس , ثم الجانب السياسي حيث منظمة الشباب , الاتحاد الأشتراكى العربى , وتنحى عبد الناصر , واغانى عبد الحليم حافظ وصلاح جاهين , وتطوعنا للتدريب على السلاح فى أول مايوم 67 لكى نخوض الحرب , ثم ذات صباح مبكر 5 يونيو قال لنا المسؤلون عن المعسكر ( يله قوموا روحوا ) قلنا نحن جئنا لنحارب فقال إن الحرب قامت وخلصت , هذا وحيث التناقض القاسي بين الشعار الثوري المرفوع والواقع المنهزم المكسورة
·       المراوحة بين قصيدة النثر والتفعيلة لماذا ؟ وهل تغير مفهومك للشعر ما بين " الأبيض المتوسط " وديوانك " تحيات الحجر الكريم "
-        من حق الشاعر بل من واجبه أن يستخدم كل الأدوات , الموسيقى أو انعدامها ليست سوي أداة لتحقيق الغرض الأصلي الذي هو الشعر فأنا لست أري أن الوزن فى ذاته يضمن الشعر أو ينفيه ولست ممن يري انعدام الوزن فى ذاته يضمن الشعر او ينفيه , ولست ممن يرفضون الوزن عبادة الوزن ليقعوا فى عبادة اللاوزن , لأن كليهما عبادة وانصياع للأداة  ودجما وتعصب ولذلك أنا أراوح بين الأشكال جميعا . الوزن واللاوزن واختراع تقنية موسيقية بما فى ذلك اختراع أنساق او تراكيب موسيقية .
-        أما مفهومى للشعر فقد تغير بالطبع وينبغي على الشاعر أن يتغير مفهومه للشعر كل فترة . أنا مثلا كنت أري فى السابق أن الشعر الذي يكتبه زملائي وأكتبه ( شعراء الحداثة ) هو الشعر ولا غيره والآن صرت أري أن الشعر عديد وكثير ومدارس متنوعة ووفيرة وإننى لست وحددي صاحب الشعر وكنت فى السابق أمج الشعار السياسي المباشر الآن انا أري أن المباشرة ضرورية " بسبب وضعنا الحالي " المنهار وصرت أري فى ذلك فى المباشرة أنه من الممكن أن تلعب دوراً فى تنوير الناس أو تحريضهم وليكن له دور جمالى فى إنقاذ النص نفسه من الانغلاق والمجانية والتعقيد , تغير اخر : كنت أري أن الأدباء السابقين من الرواد لم يفعلوا وأنهم تقليديون الآن أري أن رواد حركة الشعر الحر لعبوا دوراً جوهرياً وتاريخياً فى نقل الشعر من العمود القديم إلى الحداثة الراهنة وأننا ينبغي أن ننظر لهم فى سياقهم التاريخى بدون أن نندرج فيهم أو ننقطع عنهم فالاندراج الكلى عدم والقطع الكلى عدم . لاحظ أن تحيات الحجر الكريم وحدها الموزونة وكل دواويني منذ دهاليزي , سيرة بيروت , الأبيض المتوسط , فقه اللذة , سراب التريكو , يتخللها نثر أي أن النثر لدي قديم لا حادث منذ عام 74
·       كيف تقيم علاقتك بالمؤسسة الثقافية ؟
-        فى حال غياب المؤسسات الثقافية المستقلة المستنيرة للمثقف , فهو مضطر للتعامل مع المؤسسة الرسمية القائمة , لكن معيار التعامل ينبغى أن يكون واضحاً فليس على المثقف أن يتنازل عن مبدأ اساسي من مبادئه , أما التكنيكات الصغيرة المتغيرة فيمكن أن يكون فيها كلام وعلى عليه أن لا يندرج فى المؤسسة أندراجاً كلياً فيذوب فيها ويصبح آله من ألالتها ولا ان يمتنع عنها كلية ويجلس عاطلاً
·       ولكن هل برأيك من الممكن ألا يتنازل المثقف فى علاقته بالمؤسسة القائمة على الحشد والولاء ؟
-        نعم يستطيع المثقف وهو يتعاون مع المؤسسة ألا يتنازل عن مبدا أساسي ولكن التكنيكات اليومية يمكن التسامح فيها أو عدم التصلب
·       كيف تقيم  الرأي الذي يري أن شعراء السبعينات استعاروا النص الأدونيسي فى بداية التجربة وتحولوا  الآن إلى قصيدة النثر , ولماذا برأيك ان وافقت على هذا الرأي هذا الاستلاب ؟
-لم يكن شعراء السبعينات مستلبين لأحد لقد تأثروا فى بدايتهم بشعراء كبار كثيرين وليس بأدونيس وحده , مثل البياتى , صلاح , حجازي , السياب , أنسي الحاج , شأن كل بداية شعرية تتأثر برواد سابقين إلى أن يشتد عودها . لقد تأثر بعض بأدونيس / شعرا/ نثراً ولكن البعض غادر هذا التأثر حتى يصفو له صوته الخاص , اما عن النثر فلم يتحول كل شعراء السبعينات إلى النثر فبعضهم مازال على تفعيلته صامداً ومبدعاً واذكرك بعلى قنديل , أمجد ريان , رفعت سلام , حلمى سالم , محمود نسيم , عزت عامر , كتبوا النثر فى بداية السبعينات قبل جيل قصيدة النثر بعقدين تقريبا ولذلك شعراء السبعينات كانوا رواد لقصيدة النثر
* ولكن لا يمكن إنكار أن ملامح القصيدة عند شعراء السبعينات من اهتمام باللغة إلى التشكيل والموسيقى واستخدام الأسماء كرموز , إضافة للغموض واستخدام الهوامش هى متن مشروع ادونيس
- هذه ليست ملامح خاصة بأدونيس وحده , وإنما خاصة بمسار الشعر كله منذ إبى تمام حتى الأن , فكتابة الشعر والنظر إليه منقسمة على الأغلب بين الواضح الذي يسلم نفسه للتو والمضبب الذي يبدع دلالات فى كل عصر وكل مرحلة وكل قاري للشعر كما ان هذه الملامح لم تعد  هى الجامعة المانعة فى وصف جيل السبعينات منذ 15 سنة على الأقل
* تبدو القصيدة عند حلمى سالم وكأنها حالة أيروسية  ويظهر ذلك من خلال الإيقاع , التشكيل , الجملة الشعرية
- وهل هناك أجمل من الأيروتيكا فى الدنيا , لماذا تمدحنى إلى هذا الحد
* لست مشغولاً بالمدح ولكن مجرد توصيف لسمة من شعريتك
- فى ظنى أن الأيروتيكا , موجودة فى كل شيء او قل هى منظور للحياة أو طريقة نظر. وأريد أن أقول إن الحس هو الوجه الثانى للعملة فى التجريد , بل أكاد أري مع بعض المتفلسفين إن هناك أوانى مستطرقة " تداخلا عميقا " بين الأقاليم الثلاثة – السماء وملحقاتها من الدين , التصوف , الألوهية , النبوة , والجنس  ومفرداته من الحب والجسد والشهوة , الوصل الوصول , الأنوثة , الشبق ,والكتابة ومفرداتها من النص / الإبداع /التماهى / المتعة , التوحد , الحلول   الموت , الفناء فى الأخر وأكتافيوباث فى كتابة الهام ,يرصد هذه العلاقة المركبة عنوانه  اللهب المزدوج ,كما أن لبارت لذة النص , وللمتصوفة الإسلاميين  فتوحات فى الصلة بين الجنس والدين والشعر , أنا شخصياً أعيش الحياة بحسية ,بما تضمنه من عقلى ووجدانى وروحي وميتافيزيقي ,والحس ليس معيبا فى كل حال فهو أبو الخلق , على اننى أظن أن المعول الأساسي فى الكتابة الشعرية هو عد الالتصاق بالحس الفيزيقي فقط والاندياح فيه  وإنما السعى لتوسيعه ,وإعلائه وتجريده أي جعله علامة على ما هو أبعد مما هو عليه فعلاً , وفى ظنى أنه على الشاعر الموفق وعن الشعر الجميل أما انطباق هذا على شعري فعلمه عند الله . كما أننى لأظن أننى نجحت فى ذلك دائماً . أنت تعلم ان المسافة شاسعة دائما فى كل مكان بين النظرية والتطبيق وإذ كان السؤال يلمح إلى الحضور الطاغى للأنثى والأنوثة , أذكرك بجملة أبن  عربى " كل مكان لا يؤنث لا يعول عليه " وأكمل كل شعر لا يؤنث لا يعول عليه ونحن نعلم جميعا أن الأنوثة جزء أصيل فى الذكورة   
* هل تتفق معى أن كثيراً من قصائدك تفتقد إلى المعنى
- شعري حافل بالمعنى وغير صحيح أنه خلو من المعنى , او غامض , ولكن ما المقصود بالمعنى ؟ المعنى ليس هو التقرير الواضح او المعلومة الإخبارية او الإحصائية أو البيانات الفاحصة , ليس هذا هو المعنى , لقد تحدث نقادنا الأقدمون عن  معنى المعانى , او المعنى الثوانى .. كما اننى الأن لم اعد من أنصار نظرية المعنى فى بطن الشاعر بل صرت من اصحاب نظرية المعنى فى بطن القاري  أى اننى اعتمد على التأويلات المختلفة للقراء المختلفين للنص الواحد , هنا فى رأيي يصبح الشعر ديمقراطياً أي غير منغلق على المعنى الواحد الوحيد الذي يريده الشاعر فقط
فى مقال لك رداً على أن شعراء السبعينات غير مبالين بقضايا الأمة  ونفيت ذلك ثم شعراً من خلال " تحيات الحجر الكريم هل  خروج ديوان لنفى المر عن شعراء السبعينات , يكون فى صالح الشعر , وقضايا الأمة
- أريد أن ألاحظ أنهم متهمون بتهمتين متعارضتين و الأولى الغموض والانعزال الشكلي واللغوي والجمالي عن الشعب العامل الفقير المعذب وقضاياه الاجتماعية الملحة والثانى أنه مستغرق فى الشعر السياسي والتحريضي والقومى
* ولكن أستاذ حلمى أنا أسألك عن قصيدتك " تحيات الحجر الكريم " الذي كتبتها مباشرة , رد فعل أنها اتهم لهذا الجيل بالانعزالية والابتعاد عن قضايا الأمة
- أنا لا أكتب شعري كرد فعل على الاتهامات المثارة ضد جيلى فكتابة القصيدة ذات الطابع السياسي والاجتماعي أو الوطنى المباشر خطاً ثابتاً فى شعري منذ أو المشوار  وأذكرك بديوان , الأبيض     المتوسط وسكندريا سيكون الألم .. وبه قصائد عن كامب ديفيد وسيرة بيروت وبه قصيدة عن سليمان خاطر .. أريد أن أقول أن كتابة هذه القصيدة خطا أصيلا, قديماً دائماً عندي  ,أما هذا الخط مفيد للشعر أو قضايا الأمة فالله أعلم , لأنني اكتب الشعر لكى يكون مفيداً وانما أكتبه " لكى أنظف نفسي وأصون روحى " وبهذا الغرض يؤدي دوره كاملاً و ينظفني ويصونني , ثم أنني لا اعتبر نفسي موقعا على شيكات على بياض  للحداثة بحيث أخاف تركت وجدانى وعقيدتي وطنيتي على سجيتها أن تحاسبنى و ربما يكون قدر الشعر الجميل فى هذه القصائد أقل من غيرها وربما تأخذ بعض المباشرة والخطابة ولكن ما الضير فى ذلك و إلا يشفع لك القصائد غير المباشرة عند ملاك دكاكين الحداثة وقضاتها , هذه القصائد تؤدي واجبا وطنياً قبل ان تكون واجبا شعريا أو يتحمل فيه الثمن نقص الشعرية فى نظير المكسب الموازي وهو ان يصل النص إلى أكثر من خمس أفراد كما أنها ليست خلو من التقنيات الفنية العالية والطرائق الشعرية الجديدة مثل تمارين النحو
* كيف تقيم المشهد الشعري خاصة فى ظل هذا الاهتمام المفرط بالتفاصيل والفقر المذهل للخيال
- أنا أعتقد أن المشهد الشعري المصري والعربى الراهن فى أزهى صورة وأغناها : بسبب تعدد التيارات الشعرية والطرائق الفنية والمعالجات وبسبب انكسار المازورة الواحدة السابقة للشعر ثمة مشهد أغنى بالتعدد وإن شابته بعض عيوب الاستسهال أو ركوب الموجة أو قلة المعرفة لكن هذه العيوب هى الثانوية وليس الرئيسية ووجود بعض الشعراء الضعاف فى الموجة الشعرية الأخيرة ليس حجة على ضعف الشعر كله ولتعلم أن الضعفاء وراكبي الموجه والمستسهلين موجود فى كل موجة شعرية , فى الخمسينات والستينات والسبعينات
* كيف تفسر هذه الغواية بالأسماء الذي قد يكون توظيفها موفقا فى بعض الأحيان ومجانيا فى كثير من الأحيان
- كثرة الأسماء والأماكن فى شعري ليست سوي أيقونة فنية أحبها وحيلة شعرية أستخدمها ولا الزم القاري بمعرفتها بل لا يلزمه ذلك إذا يمكنه أن يفسر الأسم أو المكان أو التاريخ الذي اذكره كيفما يتراءي له من غير تثبت بمعرفة أصله الواقعى منى , أنا لا اطلب من القاريء أن يعرف ما أريده بل أريد أن يعرف ما يريده هو .. المعنى فى بطن الشاعر
* ولكن أنا لا أسألك عن نسب هذهخ الأسماء ولكن عن الدلالة الروحية لك
- هى فقط رموز داخلي ذاتى

ليست هناك تعليقات: