الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

عم صباحا أيُّها السارد للكاتب محمد شمخ






يأتي كتاب  المبدع المصري محمد شمخ " عم صباحا أيها السارد"  الصادر مؤخرا عن دار " الف ليلة" للنشر والتوزيع تحت لا فتة /نصوص/ يطمح  من خلاله في تجاوز فكرة الأنواع الأدبية الصارمة إلى رحاب الهجنة،  التي تجعله يقف على التخوم، تخوم الشعر، والنثر والقصة القصيرة، بلغة رهيفة منتقاه بعناية لتعبر عن مشاعر الذات، والذي فتح لها  قوسا واسعا ليعبر عن كثير من الرؤي، فهي ذات مُحبة، غنية بالمشاعر التي تفيض بالرومانسية تجاه الأنثى، الطبيعة، أشواق الانسان المعاصر في ظل مدينة متوحشة وشوارع عدوانية، ضد، كئيبة تنفث أضواءها الغبية لتزيد مساحة الوحدة والاغتراب داخل الذات:  

يا لشوارعِ المدينة..!
تقتلنا شوارعُ المدينة كل نهار،
ثم تنام فى الليل، بلا أى وَخْزٍ للضمير،
تنامُ ملائكية، فتبدو كمن بلا ذاكرة،
لكنها فى النهار التالي،
تنصبُ ذاكرتها المصقولة، الحادة،
مُشرعةً نحو الرقاب.
ودون أي شفقة،
أو إهمال،
تعيدُ قَتلَنا..
وتتراوح  نصوص الكتاب ما بين الطويلة والقصيرة ، النصوص القصيرة، شفافة قوة يقبض فيها على مأساة الفرد فى لحظة كاشفة سواء عن الضعف او القوة عن تقلبات الانسان، أما النصوص الطويلة فهي قصائد الهموم الكبري هموم الانسان تجاه الراحلين، الذين تركوا ندبة فى القلب، أو هموم إنسانية تتجاوز الذات الضيقة وهذه النصوص الأكثر تألقا والأكثر تعبيرا عن اللحظة المعاشة:
يا كلَّ جنرالات العالم..
يا كلَّ جيوش العالم:
سأصدقُ أنّ حروبَكم مقدَّسة
وأن نضالَكم مقدس
لو أنكم لم تقتلوا طفلا
أو عَجوزا
أو تغتصبوا امرأة
..
سأصدقُ أنّ حروبَكم مقدَّسة
وأنّ نضالَكم مقدس
لو أنكم فى الطريق
لم تدهَسوا وردًا
أو تلوثوا نهرًا
أو تُسقِطوا عشًا لطائر
..
سأصدق أنّ حروبَكم مقدَّسة
وأنّ نضالَكم مقدس
لو أنّ جُندَكم ليس بينهم
جاهلٌ أو فقير
وأنْ ليس بأوطانكم
جائعٌ أو مريض
وأنْ ليس فى سجونكم ،
سَجينٌ قال يوما: أفٌ لكم
..
سأصدقُ أنّ حروبَكم مقدَّسة
وأنّ نضالَكم مقدّس
لو أنَ بينكم جنوبيا يصطفُّ خلف شمالىّ
أو شماليا يصطفُّ خلف جنوبىّ
أو  بينكم يَمينيا يأكل مع يسارىّ
لو أن بينكم مؤمنًا وملحدًا

فى نَوبةِ حراسةٍ واحدة.


جدير بالذكر أن
" عِم صباحا أيها السَّارد"  يعد هو الكتاب الخامس في مسيرة " محمد شمخ" الإبداعية. من بعد مجموعاته القصصية  " مساحة بلون الشمس" و" لسع النعناع" و " يس البنفسج " و" حالة كناريا" ويعمل حاليا فى مجموعته القصصية الجديدة، التى سيعلن عنها قريباً عن دار ألف ليلة . ليواصل بها مشروعه السَّردي الذى يردد عنه دائما بأن للسَّرد تجَلّيات حتَّى تُخوم الشِّعر
.

ليست هناك تعليقات: